Friday, November 27, 2009

غزوة فرشوط المباركة....الجزء الأول


قام شاب مسيحي يبلغ من السن ثمانية عشر عام بإغتصاب فتاة مسلمة تبلغ من العمر إثني عشر عام، و لم يتم تأكيد تلك المعلومات حتى الآن لأن التحقيق مازال جاريا في الوقائع

قام البوليس بالقبض على الشاب المسيحي، فإن صحت الجريمة سيُحاكم كمُغتصب

ولكن لم تحتمل الجماهير أن يسير كل شيء بحسب القانون
وكعادة كل الفتن الطائفية التي تحدث في صعيد مصر بين المسلمين و المسيحيين
لا يتدخل القانون،، ولكن هذا له عندنا مقال آخر

الجماهير المسلمة ماذا فعلت؟
تجمهرت أمام قسم الشرطة، و أمطرته بوابل من الأحجار مطالبين بتسليم الشاب المسيحي لهم، حتى ينتقم منه أقارب الفتاة

لم يهدأ المسلمون لأن قسم الشرطة رفض تسليمهم الشاب المُتهم
جمعوا شتاتهم حتى وصلت أعدادهم إلى ثلاثة آلاف، و إنطلقوا في نواحي فرشوط مهللين بالشعارات الدينية: الله أكبر، لا إله إلا الله
و قاموا بتدمير ممتلكات المسيحيين في مدينة فرشوط، مسيحيين لا علاقة لهم بالشاب المتهم من الأساس
بإعترافات أهالي فرشوط، أن العائلات الكبيرة المسلمة في فرشوط لم تشترك في هذا التدمير، ولكن من قام بالتدمير هي الطبقة المُرتزقة التي لا هوية لها

وبعد مطالعة مقاطع الفيديو، و أخبار الصحف، و سرد أهالي فرشوط لما حدث
ما الدروس المُستفادة من غزوة فرشوط؟؟

أولاً: هذا الحدث هو تهديد لأي مسلم معتدل، يعيش في مصر أو خارج مصر، لأن ما يقرأه كل من هو غير مسلم من الحدث: الإسلام دين إرهاب
لماذا؟؟ لأن أولئك الغوغاء كانوا يدمرون ممتلكات المسيحيين أثناء ترديد شعارات دينية إسلامية

ثانياً: هذا الحدث يدل على تخلف الجماهير المسلمة الغاضبة، لماذا؟
لأنهم قاموا بتدمير مكتبتان و ثلاثة صيدليات
وهذا يعني أن تلك الجماهير لا تقرأ، فهي تُدمر الكتب، مما يعني أن ثقافتهم سماعية فقط، و يمكن التحكم فيهم بسهولة
ولا يفكر المسلم في أخيه المسلم القاطن بجانب الصيدلية إذا أصابه مرض في يوم ما و إحتاج لدواء بسرعة، و إذ به ينزل للصيدلية فيجدها منسوفة تماما، لأن مالكها مسيحي

ثالثا: مطالبة تلك الجماهير بتسليم الشاب لهم لكي ينتقموا منه، يدل على الوحشية التي وصلت لها عقليات المصريين، فهم يريدون الشاب حتى يتلذذوا بذبحه و قتله تحت عنوان الله أكبر، و لا إله إلا الله

رابعا: فكرة الوحدة الوطنية التي يتشدق بها الكثيرون، يبدو إنها لم تصل لاولئك الأفراد، فيقول أقباط فرشوط: لقد تفاجئنا مما فعله المسلمون بنا، لأن العلاقات بيننا قوية و قديمة..
هل يذكر أحدكم ما فعله المسلمون في بيوت البهائيين جيرانهم؟؟
ظل البهائيين جيرانهم سنوات و سنوات، و عندما ظهر جمال عبد الرحيم ليقول أن البهائيين كفرة
هب كل مسلم غيور على دينه ليحرق و يقتل و يعذب البهائي جاره القديم.

وهذا يدل على أن الخطاب الديني و الإعلامي قد حوّل المُسلم إلى قنبلة موقوته ستنفجر بمجرد تلقي التعليمات من الإعلام العنصري، أو الخطاب الديني المتدني الجاهل.

خامسا: ثُرنا على ما حدث لنا في السودان، و الجزائر، و كيف أن كرامة المصريين قد تم إهدارها من قبل الجزائريين، و غضبنا قائلين: إن كان يوجد منا من قذف بأحجار على أتوبيس الفريق الجزائري أثناء تواجده في القاهرة، فما ذنب المصريين الذي تم ضربهم في الجزائر و السودان؟ لقد تم ضربهم بذنب مصريين غيرهم تهوروا و ألقوا بعض الأحجار على الفريق الجزائري
فأقول لكم: إن المصري قد فعل بأخيه المصري ما فعلوه الجزائريين بالمصريين
فالمصري المسلم قد نهب و سرق و ضرب المسيحي المصري الذي لا علاقة له بقضية فرشوط، لمجرد الإنتقام
و عليه فلا أتعاطف بعد الآن مع الشخصية المصرية،، وأقول هذا و قلبي يعتصره الحزن
فقد إكتشفت أن الظروف هي التي تصنع القديس،، ونحن لم نضرب الجزائريين في السودان لإننا لم نمتلك القدرة ولا القوة أي لم تكن الظروف مناسبة لكي نضربهم، و لذلك فنحن لسنا أفضل منهم بالكثير
نحن مثلهم ولكن الظروف هي التي تحكمت فينا
هل يا من تثورون على ما حدث للمصريين في الجزائر، سنراكم تثورون على ما يفعل المصري المسلم بالمصري المسيحي في مصر عامة و فرشوط خاصه؟؟


أناشد كل إعلامي مصري مسلم مُعتدل مُقف أن يأخذ خطوة من خلال منبره لإنقاذ صورة الدين الإسلامي من التشويه، فكيف تدافع الآن إن قال لك أحدهم الإسلام هو دين إرهابي بسبب ما نراه من أحداث مصرية بطلها المسلم السني ضد المسيحي و البهائي و الشيعي؟

و أرجو من الكنيسة المصرية أن تتوقف عن الخنوع و أن ترفض الصلح، و تطالب بحقوقها قانونيا، للتعويض عما فعله أولئك البلطجية الذين يدعون التدين، و يعتقدون بأن غزوتهم قامت بإعلاء شأن الدين الإسلامي

أما حكومتنا الفاشلة فلها عندي مقال سيكون الجزء الثاني من غزوة فرشوط المباركة


مراد حسني

0 comments:

  © Blogger templates Newspaper III by Ourblogtemplates.com 2008

Back to TOP