Saturday, September 3, 2011

تعالوا إلى كلمة سواء



لقد ظهرت التشريعات المدنية في الحضارات القديمة من أجل تنظيم العلاقة بين الأفراد و بعضهم في المجتمع، إذن فنحن نملك معادلة من ثلاث متغيرات: فرد، و فرد آخر، و مجتمع...
و كون تلك المعادلة بها متغيرات، فإن ناتجها لا يمكن أن يظل ثابتا أبداً، بل هو يتغير تلقائياً مع حدوث أي إختلاف في أي من تلك المتغيرات الثلاث...
و من الطبيعي أن تلك المتغيرات تسبق زمنياً ظهور الناتج وليس العكس.
هل تظل تلك المتغيرات ثابته على مدار آلاف الأعوام؟
الفرد الأول و لنفترض إنه المسلم، و الفرد الثاني كان مسلم أو مسيحي أو يهودي، و المجتمع كان مجتمع بدائياً (وهذا ثابت في التاريخ)، فهل بقى على نفس الحال؟
بالطبع لا
فقد ظهرت ديانات أخرى، لا يحكم عليها أحداً إلا من واقع تفاعلها الإجتماعي وليس من واقع عقائدها، و ظهرت مذاهب جديدة للديانات القديمة ينطبق عليها نفس ما قلناه عن الديانات الجديدة...
و المجتمع ايضاً يتغير، إقتصادياً و جغرافياً و ثقافياً...
فالتشريعات التي ظهرت في مكان ما، لا يمكن أبداً أن يتم تطبيقها بحذافيرها في مكان آخر!
بأبسط قواعد المنطق يا عزيزي هل يمكن بعد تعديل كل متغيرات المعادلة أن يظل الناتج كما هو؟
إن قلت نعم، فأنك لم تدرس علم الرياضيات منذ يوم ولادتك...
ولإني أخص في كلامي الشريعة الإسلامية التي يريد البعض تطبيقها، فدعني أسوق لك مثالاً:
ظهرت الشريعة الإسلامية في مجتمع بدوى، مهنته الأساسية هي الرعي، و الرعي بطبيعته لا يتفق مع الإستقرار، و لذلك كان المجتمع الرعوي يعيش في خيام و يتنقل من مكان لآخر، فلم يكن عندهم مفهوم السجن، فظهرت عقوبات كالجلد و الرجم و غيرها.. و مع تغيُّر المجتمع و تقدمه و إستقراره ظهرت السجون، فهل نظل نستخدم الجلد و الرجم في ظل وجود السجون؟ مع العلم أن مبدأ سجن المُجرم له مميزات أفضل من العقوبة الوقتيه..
لا تتحدث الشريعة سوى عن عقوبتان فقط لجريمتين هما الزنى و القتل...
فكيف سنستخدم تلك الشريعة في مجتمع ظهرت به جرائم أخرى كجرائم القرصنة الإلكترونية، و عمليات النصب المختلفة، و قانون المرور و غيرها؟
تلك الجرائم التي لم تكن موجودة قديماً بحكم ظروف المجتمع، ولكنها أصبحت موجودة الآن، كيف سيتم الحكم بخصوصها؟
الإجابة الطبيعية: سنضيف لها عقوبات جديدة تتسم مع ما حدث من تغيرات إجتماعية..
أي أن الشريعة الإسلامية سيُضاف لها تشريعات أخرى مدنية جديدة.
وهنا يظهر السؤال الآتي:
إذن ما فائدة مبدأ تطبيق الشريعة الذي تنادي به التيارات الإسلامية إن كانت لا تكفي لحكم المجتمع الآن؟
إن التيارات الإسلامية تستخدم جملة غريبة في حملات الترويج لتطبيق الشريعة وهي: إن تطبيق الشريعة الإسلامية سيحفظ حقوق كل من له ديانة أخرى غير الإسلام..
فإن كان هذا هو سبب تطبيق الشريعة فلتقوموا بعمل إستفتاء لأصحاب الديانات غير الإسلامية لمعرفة رأيهم في تطبيق الشريعة!
وهل أنتم تعرفون مصلحة اصحاب العقائد الأخرى أكثر منهم؟ هل أنتم أوصياء عليهم؟
إن أي شخصاً يعقل ما يقرأ سيطلب بنظام إجتماعي لا سيادة فيه لأحد فئات الشعب لى الفئات الأخرى، نظاما يضمن للجميع المساواة أمام القانون و في الحياة الإجتماعية..
الإشكالية الأخرى: إن تطبيق الشريعة الإسلامية يلزمه ظروف إجتماعية معينة، وهي ظروف تضمن للجميع الحياة الكريمة، حتى يكون من يُطبق عليه الشريعة شاذاً عن المجتمع، ولكن في مصر، فإن أكثر من نصف الشعب يعيش تحت خط الفقر، فالأولى من التيارات الإسلامية الكلام و المطالبة بالإصلاح الإقتصادي قبل المُطالبة بتطبيق الشريعة، فهناك حادثة شهيرة قام فيها عمر ابن الخطاب بتعطيل حد السرقة وقت حدوث مجاعة...
فما الفائدة التي يمكن أن يجنيها المجتمع الآن من تطبيق الشريعة الإسلامية؟
أرجو أن تكون الإجابة في نقاط و أمثلة محددة، و ليس كلاما عاماً إعلامياً لا يزن في المنطق شيئاً..


مراد حسني

Read more...

Monday, March 14, 2011

ترقيعات الدستور


تكلمنا كثيراً و تكلم الكثيرون عن لا منطقية إجراء تعديل لدستور فاقد الشرعية كدستور 1971 , ولكن ظهرت تساؤلات:
لماذا لا نقبل التعديلات و نعتبر هذا الدستور بعد تعديلة بمثابة إعلان دستوري إلى حين إعداد دستور جديد بعد إتمام الإنتخابات البرلمانية و الرئاسية؟

لا نختلف أن إجراء الإنتخابات في المناخ السياسي الإجتماعي الحالي لن تنتج سوى مجلسي شعب و شويى يقتصر أعضاؤهما على فئتين:
 فلول الحزب الوطني في ثياب مختلفة.
 الإخوان الذين قبلوا التعديلات الجديدة و أكدوا إنهم لن يتجاوزوا نسبة 30 % من المجلس.
إن عملية الإستفتاء الدستورية عهدناها في جميع الأنظمة السياسية المصرية تُستخدم لتمرير تعديلات على حساب تعديلات أخرى، وهو نفس ما يحدث في الموقف الحالي، وتتكرر العملية الآن عن طريق تمرير العديد من التعديلات السيئة من خلال التصدير الإعلامي للمادة (77) في شكلها الجديد حيث تحدد ولاية الرئيس بفترتين تبلغ كل منهما اربع سنوات.
وتصدير إعلامي لوجوب عمل دستور جديد بعد تولي مجلس الشعب مهامة بستة أشهر.
ولكن ماذا عن الخبايا التي إعتدناها في مواد الدستور المصري المُبجّل؟
1- المادة (75) في شكلها الجديد تُقسّم إبناء الوطن، و تُميز بين المصريين و بعضهم، و تجعلنا نتسائل عن تعريف كلمة مصري؟
و تنزع الفرصة من أبناء مصر الذين عاشوا لفترات خارجها للدراسة أو العمل و تمنعهم عن الترشح في الإنتخابات من أجل خدمة مصر و الإرتقاء بها، كأحمد زويل و فاروق الباز و غيرهم...

2- المادة (76) لا يوجد نسبة و تناسب بين الشروط الواجب توافرها في المُرشح الرئاسي المستقل أو الحزبي، فالمستقل مُطالَب بتأييد 30 مرشح من مجلس الشعب أو الشورى، أو الحصول على 30 ألف تأييد من المواطنين،، أما الأحزاب، فيكفي أن يكون للحزب مقعد واحد في المجلس، ليتمكن أي مرشح لهذا الحزب من خوض الإنتخابات.
كما أن تلك المادة تُلزم الشعب بقبول النتائج فور صدورها، بحيث لا يمكن الطعن على نتيجة الإنتخابات بأي طريقة أو أمام أي جهة.
فهي تُقصر الرقابة الإنتخابية على القضاء، و بالتالي لا يوجد جهة أخرى نحتكم لها إن حدث أي خلل في العملية الإنتخابية و أصبحت نتيجة التصويت مشوبة.
وتلك المادة لا تعطي الفرصة لجميع مؤسسات الدولة في مراقبة الإنتخابات، كالإعلام و مؤسسات المجتمع المدني و الرقابي و الدولي، مما يجعل نسبة الشفافية ضئيلة، و النتائج قابلة للشك.

3- عدم تعديل المادة (87) التي تقتضي بنسبة 50% عمال و فلاحين، تترك الثغرة القديمة التي يدخل منها رجال الداخلية إلى مجلس الشعب بإستمارات تقول إنهم عمال و فلاحون، مما يترتب عليه مجلس شعب يكون عبارة عن أداة لوزارة الداخلية، وتختلط التخصصات و الأهداف و الغايات

4- المادة (93) وهي خاصة بالفصل في صحة عضوية مجلس الشعب، و أعطت هذا الحق للمحكمة الدستورية رغم إنه ليس من إختصاصات تلك المحكمة، فجاء المجلس العسكري قبل الإستفتاء بأقل من أسبوع ليسند تلك المهمة لمحكمة النقض، وهو أمر غريب، حيث أن الشكل النهائي للتعديل غير واضح و صريح حتى الآن!!

5- المادة (149) تلك المادة لا تمنع أن نعيش في حالة طواريء دائمة، فهي تعطي الرئيس الحق في فرض حالة الطواريء لمدة ست أشهر، ولا يجوز مد تلك الفترة إلا بعد إستفتاء الشعبي، ولكن هذا لا يمنع أن تُفرض حالة الطواريء، و بعد نهاية الستة أشهر، تظل مصر بلا حالة طواريء لمدة أسبوع (إستراحة فاصلة)، ثم يعيد الرئيس فرض الحالة مرة أخرى كأنها أول مرة، ولا يُصنّف هذا تمديداً، و بالتالي لا يتطلب إستفتاء شعبي.

6- المادة (189) سبق و نوهنا عن الشكل المتوقع لأعضاء مجلسي الشعب و الشورى القادمين. وتلك المادة ستجعل هذا المجلس المصحوب بعلامات إستفهام من قبل ظهوره، ينتخب لجنة تأسيسية تضع دستور جديد؟
والمادة لم تأت بما يضمن لنا أن تلك اللجنة التأسيسية ستشتمل على تمثيل كامل لجميع فئات و طوائف الشعب المصري، فتظهر لنا المشكلة التي سبق ظهورها في اللجنة التي إختارها المجلس الأعلى للقوات المسلحة،و أدت إلى إنقسام رأي الشعب من قبل بدء التعديلات.
و المادة لم تذكر كيف سيتم إنتخاب تلك اللجنة التأسيسية، و هل سيكون ضمنها أعضاء من مجلسي الشعب و الشورى؟ تلك الصياغة المبهمة، تستم على الخطر، ولنا سوابق كثيرة مع دستورنا المُعطّل.

و تُركت المواد التي تُعطي لأي رئيس صلاحيات قد تُحوّله إلى طاغية، فيمكنه أن يطلب تعديل الدستور لكي يتم فتح مُدد ولايته كرئيس للجمهورية، فيكون وهم الأربع سنوات لفترتين، هو وهم ينتهي بمجرد ظهور مجلس الشعب الجديد.
ويستطيع الرئيس أن يحل مجلسي الشعب و الشورى ليختار مجالس (على مزاجه) و يستطيع أن يقلص الإشراف على الإنتخابات كما يشاء.

وتركت مواد تتاقض مع التعديلات، و على سبيل المثال:

.....

المادة (84) فهي تنص على أن البديل لرئيس الجمهورية هو: رئيس مجلس الشعب، و إن كان منحلاً ، فيكون النائب هو رئيس المحكمة الدستورية، و إن قبلنا هذا الإعلان الدستوري، فيجب أن يتنازل المجلس الأعلى للقوات المسلحة عن السشلطة، و يتولاها رئيس المحكمة الدستورية.. فهل سيقبل المجلس الأعلى بذلك؟؟

....
والمادة (92) تقول بأن فترة مجلس الشعب خمس سنوات، في حين أن فترة رئاسة الجمهورية أربع سنوات، وهذا تناقض واضح
...
بإختصار، هذا الدستور فاقد الشرعية و المنطقية، لا يصلح حتى بعد ترقيعه أن يكون إعلان دستوري. فإن كنا نريد النهوض بمصر حقاً، لا يجب أن نقبل بالفتات أو أنصاف الحلول.
إما أن نكون، أو لا نكون

مراد حسني

Read more...

Tuesday, January 11, 2011

دورة حوض النيل


دول حوض النيل عبارة عن 10 دول هم:
تنزانيا – بوروندي – رواندا – الكونجو الديمقراطية – كينيا – أوغندا - أثيوبيا – إريتريا – السودان – مصر
ومنذ بدأت مشكلة تلك الدول مع مصر حول حصة كل دولة من مياة النيل سنوياً، و قد إنشقت تلك الدول العشر إلى جبهتان..
مصر و معها السودان، في مُواجهة الدول الثمان الأخرى و على رأسها أثيوبيا.
فقامت مصر في مُحاولة لتوطيد العلاقات مع تلك الدول بتنظيم دورة لكرة القدم، أسمتها دورة حوض النيل، فوافق على الإشتراك في تلك الدورة ستة دول بالإضافة لمصر.
شاركت: السودان، الكونجو، بوروندي، تنزانيا، كينيا،اوغندا،مصر
....
هدف مصر أن تتواصل أكثر مع تلك الدول، ولكن هل النتيجة التي ستتحقق تتطابق مع الهدف المطلوب؟
كلما قل إهتمام الشعوب بالثقافة و السياسة زاد إهتمامهم بكرة القدم إلى حد التعصّب، فعلى كم من الدرجات ستحصل دول حوض النيل في هذا المقياس؟
والتعصب هو حالة نفسيّة، تكشف أن المُصاب بها (وخاصة في مجال الرياضة) هو لا يستمتع بالرياضة التي يُشاهدها، ولكن مُعطيات شخصيته و ثقافته تُترجم هذا الحدث كأنه حرباً بين دولتين، من سيكسب الحرب؟ و من سيخرج مُنكّس الرأس و ذليل؟
لذا فتنظيم مصر لدورة في كرة القدم بين شعوب قد تتناحر قريباً مع مصر على مياة النيل، هو أشبه بحال من يبصق إلى أعلى، فيجد البصقة تحوّلت إلى جالون من المياة العطنة يُمطر عليه..
....
لماذا تُزيد هذه الدورة من حدة المُشكلة؟
بالحالة الثقافية و السياسية لدول حوض النيل، نعرف أن خسارتهم لمباريات كرة القدم في الأحوال العادية أمام فرق عادية، ستجعلهم مُشتعلين غيظاً...
فما بالك لو أن خسارتهم كانت أمام دولة هم على دراية إن بينهم و بينها عداء؟
و فوز مصر في تلك البطولة لا يحتاج إلى نبي ليخبر به، بل هو واضح و جلي..
الرياضة قد تُقارب بين الشعوب عندما يكون مستوى التنافس بين تلك الشعوب متقارب جداً، ولكن في حالة مصر و دول حوض النيل، فإنه لا يجوز المُقارنة بين مُستوى مصر في كرة القدم، و مستويات تلك الدول الأقرب للاعبي مراكز الشباب!
فهل الحل أن تكشف لشعوب تلك الدول إنك تمتلك مهارات أكبر؟ هذا سيزيدهم تمسكاً بمعاداتك في مسألة حصص المياة، فكل طرف يتباهي بما يملكه من مقومات..
....
لو أن إقامة تلك الدورة كان لابد منه، فكيف كان للحكومة أن تُنفذها بطريقة تضمن تطابق النتيجة مع الهدف؟
أولاً: كان يُمكن لمصر أن تُقيم الدورة على ملاعبها كما هو الحال الآن، ولكن بدون أن يُشارك الفريق المصري، أو يتم توزيع الفريق المصري على فرق بقية الدول و يلعب ضمن لاعبيهم في تلك الدورة، فهي دورة تقارب لا تنافس.
ففوز مصر في تلك الدورة سيزيد العداوة مع تلك الدول، أما خسارة مصر، فستجعل تلك الدول تستأسد على مصر!
ثانياً: كان يُمكن لمصر أن تُقدّم بعض الإمتيازات لمشجعي تلك الدول، عن طريق خصومات في تذاكر الطيران، أو توفير أماكن لإقامتهم في مصر بتكاليف مناسبة.
ثالثا: أن يُشارك الجمهور المصري تشجيع تلك الفرق في المدرجات مع مشجعي كل دولة.
وإجراءات كثيرة على هذا المنوال كان يُمكن أن تتخذها مصر لكي تُحقق أعلى نسبة من الإستفادة بتلك الدورة، و بإدمان تلك الشعوب لكرة القدم و لإمتصاص التعصب..
ولكن هيهات، فإتخاذ القرارات في مصر لا يُبنى على أي تفكير، بل على المكاسب المالية التي ستتحقق لبعض الأفراد..
كل تلك محاولات لإنقاذ ما يُمكن إنقاذه من العلاقات بين مصر و دول حوض النيل، فضعف البصر و البصيرة للحكومة المصرية لم يُنذرهم لإحتمالية وقوع إشكالية مثل تلك التي نواجهها الآن..
فلا نحن على وفاق مع دول حوض النيل
ولا نحن على وفاق مع الدول العربية
ولا نحن على وفاق مع إسرائيل
لم نلتزم بجانب واحد، بل رقصنا على السلالم فتركنا الجميع نرقص و ذهبوا لإنهاء أعمالهم

مراد حسني

Read more...

Thursday, August 26, 2010

لا تكيلوا بمكيالين


هدم بعض المسلمين برجي التجارة في يوم لن ينساه التاريخ، و أولئك المسلمون محسوبون على الإسلام، حتى لو إختلف تأويلهم لفقه الجهاد في سبيل الله
أسمع سؤالا يتردد:: أولئك المسلمون مرتكبو تفجيرات البرجين، لا يُمثلون الإسلام
فكّر قليلا يا عزيزي، عندما يقوم جمهور فريق مُعين بشغب ما في المدرجات، ألا يُعاقب الفريق؟ ألا يُعاقب كل المُشجعين؟؟
لنرى منطق بناء مركز ثقافي إسلامي بجوار برجي التجارة
يقول المؤيدون: أن هذا العمل سيساهم على نشر فكرة سماحة الإسلام...
لكنها فكرة حمقاء، كيف بالله عليكم يكون بناء مركز إسلامي بجوار ضحايا إرهاب إسلامي هو نوع من نشر فكرة التسامح؟
أتهدم بيتاً، ثُم تقول لسكانه: سأبني بيتا لي مكانه، لأكشف لكم مدى تسامحي؟
كوميديا، أليس كذلك؟؟
أضف إلى ذلك، لا يوجد مُسلم يقبل بما يفعله اليهود في المسجد الأقصي
فهم يريدون هدم الأقصي لبناء هيكلهم المقدس في مكانه
وهو ما يريد المسلمون فعله
هدموا البرجين، و يريدون بناء مركز إسلامي بجواره
فلماذا يؤيد المسلمون هذا و يرفضون ذاك؟؟
ألا يوجد أي إعتبارات لنفسية أسر ضحايا الإرهاب الذين ماتوا في تفجيرات البرجين؟
إلى كل من يؤيد بناء المركز الثقافي: لا تظن أن هذا سينشر فكرة سماحة الإسلام، بل سيزيد من كُره الغرب لكم، و سيزيد من إضطهاد الجماعات اليمينية المتطرفة غير المُسلمة لكم
ولا يجني الإنسان إلا ما زرعه

مراد حسني

Read more...

إنقطاع الكهرباء

ينتقدني البعض كثيراً عندما أقوم بالربط بين مواقف تبدو ظاهريا غير مرتبطة، و لكن ترتبط ببعضها بسبب توقيت حدوثها، و أشياء أخرى كثيرة
دائما ما أحببت تدوينها وقت حدوثها، لا لشيء، إنما لتبقى في الذاكرة، ولا ننسى
بعضها ليس نقداً و هجوما على الحكومة، ولكنه قراءة لطريقة عمل النظام، فإن التنبؤ بأفعال الطرف الآخر، يقينا شر المفاجئة (فلا نُصاب بأمراض الأوعية الدموية ولا غيرها)..
.
أجد نفسي غير قادر على الفصل بين إنقطاع الكهرباء، و بين فرض الضرائب الجديدة الذي تنوي عليه الحكومة..
عانت مصر في الفترة الأخيرة من إنقطاعات كهربائية متكررة في جميع أنحائها، و تتراوح فترة الإنقطاع ما بين ساعة إلى أكثر
فعانت الشركات و المؤسسات و المحال التجارية من خسائر باهظة بسبب إنقطاعات الكهرباء
تتوقف معها جميع الكومبيوترات، و ثلاجات حفظ الأغذية، و العروض السينمائية
وقد تتلازم سرقات لتلك المحال التجارية عند إنقطاع الكهرباء، و هذا هو ما يُسمى أزمة حقيقية
وقد بررت الحكومة تلك الإنقطاعات بإنها لتخفيف الأحمال الزائدة على إستهلاك الكهرباء، و أشارت الحكومة إلى أن تلك الإنقطاعات ستستمر، و بدأت في مناقشة مشروعية إصدار قرار بغلق المحال التجارية وما يوازيها بعد موعد معين من اليوم،، مما سيسبب أزمات قوية لأصحاب رؤوس الأموال.
تلك هي الأزمة التي خُلقت
ما علاقة هذا بالضرائب؟
مصر ستقيم محطة طاقة نووية في الضبعة، تلك المحطة تكلفتها 86 مليار جنية، وهناك عجز عند الحكومة في ستة مليارات جنية
فكيف ستجمع الحكومة هذا العجز في الميزانية؟؟ ستقوم بفرض ضرائب جديدة
وأكبر شريحة من دافعي الضرائب هم أصحاب رؤوس الأموال
ولن تلقى الحكومة أي معارضة عند فرضها تلك الضرائب، لأن الجميع يريد الهروب من الأزمة الحالية (إنقطاع الكهرباء)، و كأن المحطة ستعمل بمجرد أن يجمعوا المليارات المطلوبة
تلك المحطو ستولد طاقة قدرها ألف ميجاوات
إذن مازال المبدأ القديم سارياً، صناعة القانون تتطلب أزمة تسبقه، ولا يأتي القانون من فراغ


مراد حسني

Read more...

Tuesday, June 8, 2010

فرج فودة...أيها القربان

إهداء لدكتور فرج فودة في ذكرى إغتياله
مع كلمات محمود درويش و قصيدة: أيها القربان

Read more...

Monday, June 7, 2010

المرأة النجسة


لم يجد الإنسان أنقى من الدم لكي يقدمه على المذبح، كقرابين، إلى الآلهة
وعندما رأى المرأة يخرج منها دماء إعتبر أن المرأة مُقدسة فهي تُقدم تلك القرابين بشكل دائم، لا إرادي
يخرج من رحمها الحياه
فإعتبرها مُقدسة بالطبيعة
توالت العصور فجاءت اليهودية تتكلم عن نجاسة المرأة مع التحفظ على مُصطلح نجاسة
اللفظ العبري في العهد القديم للنجاسة هو "توماه"
Tumah ويعني إخلاء الروح
فهناك مجموعة من التحذيرات في العهد القديم التي تجعل الإنسان تامي (نجس) و هي:
1- ملامسة جسد ميت
2- بعد الولادة
3- فترة خروج دماء المرأة أثناء دورتها الشهرية
4- الإصابة بمرض كالبرص

المُشترك بين تلك الحالات الأربعة هو عدم وجود روح (أو الموت) رمزيا
فالجسد الميت يخلو من الروح
وبعد الولاده تكون المرأة حاملة روح بداخلها، و خرجت منها بمجرد الولادة
والثالثة تحدث للمرأة دلالة على إنها ليست حامله لطفل في أحشائها
والبرص يبدو فيه جسد الإنسان كميت

أي أن مفهوم النجاسة كان عن إخلاء الروح أو الموت
وتكمن المشاكل في الطقس الذي يخضع له الإنسان النجس (خالي الروح) أو التامي، حتى يتطهر، و سأهتم بما جاء عن المرأة في هذا الشأن في العهد القديم:
المرأة الطامث (أثناء دورتها الشهرية)
في سفر اللاويين، الإصحاح الخامس عشر، سأنقله بتصرف حتى يسهل فهمه لمن لا خلفية له بالعهد القديم:
تكون المرأة نجسة (خالية من الروح) سبعة أيام
كل من مسها أيضا يكون نجس
كل ما تنام عليه المرأة النجسة (التامي) تلك الفترة يكون نجس
وكل ما تجلس عليه تلك المرأة يكون نجس
كل من لمس فراش تلك المرأة يكون نجس إلى المساء (يغسل ثيابه و يستحم و يكون نجسا إلى المساء) وأيضا لو لمس ما تجلس عليه المرأة
وإن مارس رجل الجنس مع تلك المرأة يكون نجسا سبعة أيام
إذن فهذا حصار يُفرض على المرأة من شريعة الله، والسبب هو طبيعتها الجسمانية التي خلقها بها الله
لا يلمسها أي إنسان، لا تُمارس حياتها الزوجية بأي شكل من الأشكال، لا تتواصل مع أي شخص، ولا يجلس بجانبها أي شخص
فتكون منبوذة تماما

يتجلي هنا أثر السلطوية الذكورية على المرأة في تلك الفترة
فهم إلتزموا بما قالته الحضارات القديمة عن المرأة أثناء طمثها، إنها رمز للحياة، و لكنهم لم يتوقفوا عند هذا الحد
بل أضافوا أن المرأة الطامث يكون بها حياة، ولكن منزوعة منها
فتكون كالجسد الميت في هذه الفترة
ويتم عزلها عن المُحيط الإجتماعي حولها، فتكون المدفون في قبره، لا يُشاركه أحد فيما يرقد عليه، ولا يلمسه أحد ولا أي شيء
إرهاصات تنويرية من الحضارات القديمة (ما قبل الأديان الإبراهيمية) نراها بخصوص المرأة، و نستطيع إقتفاء آثر بعض منها في الكتب الدينية، ولكن بعد تجويف المفاهيم و تدميرها.
قد اكتب أكثر تفصيلا مرة أخرى
عن المرأة و النجاسة في التراث الإسلامي
وعن الكنيسة و نجاسة المرأة

المراجع:
Susan Handelman, Tumah And Taharah
Rabbi Lauren Berkun Eichler , Life ,Death, and Impurity
Ovadia Yossef, Laws Of Niddah

Babylonian Talmud , Tractate Niddah
سفر اللاويين، الإصحاح الخامس عشر، العهد القديم

مراد حسني

Read more...

  © Blogger templates Newspaper III by Ourblogtemplates.com 2008

Back to TOP