دورة حوض النيل
دول حوض النيل عبارة عن 10 دول هم:
تنزانيا – بوروندي – رواندا – الكونجو الديمقراطية – كينيا – أوغندا - أثيوبيا – إريتريا – السودان – مصر
ومنذ بدأت مشكلة تلك الدول مع مصر حول حصة كل دولة من مياة النيل سنوياً، و قد إنشقت تلك الدول العشر إلى جبهتان..
مصر و معها السودان، في مُواجهة الدول الثمان الأخرى و على رأسها أثيوبيا.
فقامت مصر في مُحاولة لتوطيد العلاقات مع تلك الدول بتنظيم دورة لكرة القدم، أسمتها دورة حوض النيل، فوافق على الإشتراك في تلك الدورة ستة دول بالإضافة لمصر.
شاركت: السودان، الكونجو، بوروندي، تنزانيا، كينيا،اوغندا،مصر
....
هدف مصر أن تتواصل أكثر مع تلك الدول، ولكن هل النتيجة التي ستتحقق تتطابق مع الهدف المطلوب؟
كلما قل إهتمام الشعوب بالثقافة و السياسة زاد إهتمامهم بكرة القدم إلى حد التعصّب، فعلى كم من الدرجات ستحصل دول حوض النيل في هذا المقياس؟
والتعصب هو حالة نفسيّة، تكشف أن المُصاب بها (وخاصة في مجال الرياضة) هو لا يستمتع بالرياضة التي يُشاهدها، ولكن مُعطيات شخصيته و ثقافته تُترجم هذا الحدث كأنه حرباً بين دولتين، من سيكسب الحرب؟ و من سيخرج مُنكّس الرأس و ذليل؟
لذا فتنظيم مصر لدورة في كرة القدم بين شعوب قد تتناحر قريباً مع مصر على مياة النيل، هو أشبه بحال من يبصق إلى أعلى، فيجد البصقة تحوّلت إلى جالون من المياة العطنة يُمطر عليه..
....
لماذا تُزيد هذه الدورة من حدة المُشكلة؟
بالحالة الثقافية و السياسية لدول حوض النيل، نعرف أن خسارتهم لمباريات كرة القدم في الأحوال العادية أمام فرق عادية، ستجعلهم مُشتعلين غيظاً...
فما بالك لو أن خسارتهم كانت أمام دولة هم على دراية إن بينهم و بينها عداء؟
و فوز مصر في تلك البطولة لا يحتاج إلى نبي ليخبر به، بل هو واضح و جلي..
الرياضة قد تُقارب بين الشعوب عندما يكون مستوى التنافس بين تلك الشعوب متقارب جداً، ولكن في حالة مصر و دول حوض النيل، فإنه لا يجوز المُقارنة بين مُستوى مصر في كرة القدم، و مستويات تلك الدول الأقرب للاعبي مراكز الشباب!
فهل الحل أن تكشف لشعوب تلك الدول إنك تمتلك مهارات أكبر؟ هذا سيزيدهم تمسكاً بمعاداتك في مسألة حصص المياة، فكل طرف يتباهي بما يملكه من مقومات..
....
لو أن إقامة تلك الدورة كان لابد منه، فكيف كان للحكومة أن تُنفذها بطريقة تضمن تطابق النتيجة مع الهدف؟
أولاً: كان يُمكن لمصر أن تُقيم الدورة على ملاعبها كما هو الحال الآن، ولكن بدون أن يُشارك الفريق المصري، أو يتم توزيع الفريق المصري على فرق بقية الدول و يلعب ضمن لاعبيهم في تلك الدورة، فهي دورة تقارب لا تنافس.
ففوز مصر في تلك الدورة سيزيد العداوة مع تلك الدول، أما خسارة مصر، فستجعل تلك الدول تستأسد على مصر!
ثانياً: كان يُمكن لمصر أن تُقدّم بعض الإمتيازات لمشجعي تلك الدول، عن طريق خصومات في تذاكر الطيران، أو توفير أماكن لإقامتهم في مصر بتكاليف مناسبة.
ثالثا: أن يُشارك الجمهور المصري تشجيع تلك الفرق في المدرجات مع مشجعي كل دولة.
وإجراءات كثيرة على هذا المنوال كان يُمكن أن تتخذها مصر لكي تُحقق أعلى نسبة من الإستفادة بتلك الدورة، و بإدمان تلك الشعوب لكرة القدم و لإمتصاص التعصب..
ولكن هيهات، فإتخاذ القرارات في مصر لا يُبنى على أي تفكير، بل على المكاسب المالية التي ستتحقق لبعض الأفراد..
كل تلك محاولات لإنقاذ ما يُمكن إنقاذه من العلاقات بين مصر و دول حوض النيل، فضعف البصر و البصيرة للحكومة المصرية لم يُنذرهم لإحتمالية وقوع إشكالية مثل تلك التي نواجهها الآن..
فلا نحن على وفاق مع دول حوض النيل
ولا نحن على وفاق مع الدول العربية
ولا نحن على وفاق مع إسرائيل
لم نلتزم بجانب واحد، بل رقصنا على السلالم فتركنا الجميع نرقص و ذهبوا لإنهاء أعمالهم
مراد حسني
تنزانيا – بوروندي – رواندا – الكونجو الديمقراطية – كينيا – أوغندا - أثيوبيا – إريتريا – السودان – مصر
ومنذ بدأت مشكلة تلك الدول مع مصر حول حصة كل دولة من مياة النيل سنوياً، و قد إنشقت تلك الدول العشر إلى جبهتان..
مصر و معها السودان، في مُواجهة الدول الثمان الأخرى و على رأسها أثيوبيا.
فقامت مصر في مُحاولة لتوطيد العلاقات مع تلك الدول بتنظيم دورة لكرة القدم، أسمتها دورة حوض النيل، فوافق على الإشتراك في تلك الدورة ستة دول بالإضافة لمصر.
شاركت: السودان، الكونجو، بوروندي، تنزانيا، كينيا،اوغندا،مصر
....
هدف مصر أن تتواصل أكثر مع تلك الدول، ولكن هل النتيجة التي ستتحقق تتطابق مع الهدف المطلوب؟
كلما قل إهتمام الشعوب بالثقافة و السياسة زاد إهتمامهم بكرة القدم إلى حد التعصّب، فعلى كم من الدرجات ستحصل دول حوض النيل في هذا المقياس؟
والتعصب هو حالة نفسيّة، تكشف أن المُصاب بها (وخاصة في مجال الرياضة) هو لا يستمتع بالرياضة التي يُشاهدها، ولكن مُعطيات شخصيته و ثقافته تُترجم هذا الحدث كأنه حرباً بين دولتين، من سيكسب الحرب؟ و من سيخرج مُنكّس الرأس و ذليل؟
لذا فتنظيم مصر لدورة في كرة القدم بين شعوب قد تتناحر قريباً مع مصر على مياة النيل، هو أشبه بحال من يبصق إلى أعلى، فيجد البصقة تحوّلت إلى جالون من المياة العطنة يُمطر عليه..
....
لماذا تُزيد هذه الدورة من حدة المُشكلة؟
بالحالة الثقافية و السياسية لدول حوض النيل، نعرف أن خسارتهم لمباريات كرة القدم في الأحوال العادية أمام فرق عادية، ستجعلهم مُشتعلين غيظاً...
فما بالك لو أن خسارتهم كانت أمام دولة هم على دراية إن بينهم و بينها عداء؟
و فوز مصر في تلك البطولة لا يحتاج إلى نبي ليخبر به، بل هو واضح و جلي..
الرياضة قد تُقارب بين الشعوب عندما يكون مستوى التنافس بين تلك الشعوب متقارب جداً، ولكن في حالة مصر و دول حوض النيل، فإنه لا يجوز المُقارنة بين مُستوى مصر في كرة القدم، و مستويات تلك الدول الأقرب للاعبي مراكز الشباب!
فهل الحل أن تكشف لشعوب تلك الدول إنك تمتلك مهارات أكبر؟ هذا سيزيدهم تمسكاً بمعاداتك في مسألة حصص المياة، فكل طرف يتباهي بما يملكه من مقومات..
....
لو أن إقامة تلك الدورة كان لابد منه، فكيف كان للحكومة أن تُنفذها بطريقة تضمن تطابق النتيجة مع الهدف؟
أولاً: كان يُمكن لمصر أن تُقيم الدورة على ملاعبها كما هو الحال الآن، ولكن بدون أن يُشارك الفريق المصري، أو يتم توزيع الفريق المصري على فرق بقية الدول و يلعب ضمن لاعبيهم في تلك الدورة، فهي دورة تقارب لا تنافس.
ففوز مصر في تلك الدورة سيزيد العداوة مع تلك الدول، أما خسارة مصر، فستجعل تلك الدول تستأسد على مصر!
ثانياً: كان يُمكن لمصر أن تُقدّم بعض الإمتيازات لمشجعي تلك الدول، عن طريق خصومات في تذاكر الطيران، أو توفير أماكن لإقامتهم في مصر بتكاليف مناسبة.
ثالثا: أن يُشارك الجمهور المصري تشجيع تلك الفرق في المدرجات مع مشجعي كل دولة.
وإجراءات كثيرة على هذا المنوال كان يُمكن أن تتخذها مصر لكي تُحقق أعلى نسبة من الإستفادة بتلك الدورة، و بإدمان تلك الشعوب لكرة القدم و لإمتصاص التعصب..
ولكن هيهات، فإتخاذ القرارات في مصر لا يُبنى على أي تفكير، بل على المكاسب المالية التي ستتحقق لبعض الأفراد..
كل تلك محاولات لإنقاذ ما يُمكن إنقاذه من العلاقات بين مصر و دول حوض النيل، فضعف البصر و البصيرة للحكومة المصرية لم يُنذرهم لإحتمالية وقوع إشكالية مثل تلك التي نواجهها الآن..
فلا نحن على وفاق مع دول حوض النيل
ولا نحن على وفاق مع الدول العربية
ولا نحن على وفاق مع إسرائيل
لم نلتزم بجانب واحد، بل رقصنا على السلالم فتركنا الجميع نرقص و ذهبوا لإنهاء أعمالهم
مراد حسني
0 comments:
Post a Comment