Sunday, October 25, 2009

فقه غشاء البكارة


في هذا الجزء سأحاول تقديم قراءة إقتصادية لفكرة غشاء البكارة المترسخة في أذهان الشعوب المعتمدة على الزراعة كمهنة أولى تترك ترسيبات في شخصية المواطن حتى بعد تركه لتلك المهنة.
في الحضارات الزراعية قديما، كانت الأراضي يتم توارثها، بحيث لا تريد أي عائلة أن يرثها دم غريب ليأخذ أراضيها.
فكانوا يستغلوا وجود ذلك الغشاء للتأكد أن تلك الفتاة لا يوجد في رحمها أي طفل من أي رجل خارج العائلة.
أي أن الهدف لم يكن التأكد من إنها لم تمارس الجنس مع أي شخص، و لكن للتأكد إنها لا تحمل جنينا من أي إنسان آخر، حتى يصبح الطفل الذي ستحمله من زوجها من العائلة، ليرث الأرض.
إذن فالحضارات القديمة الزراعية لم تكن تعترض على فكرة ممارسة الجنس نفسها، و لكن على الحمل الذي قد يُحدث تضاربا في أنساب الورثة.
فالمسألة لم تكن أخلاقية، إنما كانت مشكلة توارث أراضي زراعية و أملاك
نظرة الدين إلى العلاقة الجنسية بلا زواج
في الدين هي ليست مسألة أخلاقية أبدا، لأن الجنس لا يُعامل في التشريعات و الأديان بأنه مشكلة أخلاقية، و لكن مشكلة ملكيات فقط
فمثلا، هل تعلم إنه لا يوجد تشريع واحد في الإسلام أو اليهودية يُعاقب اللمم؟؟
اللمم هو الضمة و القبلة و اللمسة و كل ماهو جنسي و مثير، و حتى الإتيان من الخلف،، إلا إدخال العضو الذكري في مهبل المرأة
المشكلة كلها في هذا الإدخال، لأن المرأة قد تصبح حاملة لجنين ينتج من ذلك الإدخال، و بذلك تكون قد تعديت على ممتلكات غيرك، و أنتجت طفلا سيحدث خلل في الأنساب مثلا
ففي حالة الفتاة التي لم تتزوج بعد، عند ممارسة الجنس معها، تكون قد تعديت على ممتلكات والدها
و عند ممارسة الجنس مع إمرأة متزوجة، تكون قد تعديت على ممتلكات زوجها
المسألة ليست أخلاقية بالمرة، و لكنها مسألة مواريث و ممتلكات
ولذلك عقاب المتزوجة التي مارست الجنس، غير الفتاة التي مارست الجنس
وفي جميع الحالات، فإن اللمم لا يوجد له عقوبة
وهذا يؤكد لنا أن الدين لا ينظر إلى الجنس من ناحية أخلاقية، و لكن من ناحية إقتصادية، و إمتلاكية،، فقدت معناها الآن

فلماذا معاداة الحرية الجنسية؟
وبخصوص الغشاء: هل تعلم أن قبائل قديمة كثيرة جدا، كانت تتجه إلي الإرتباط من النساء اللواتي سبق لهن الإنجاب قبل ذلك أكثر من تلك الفتاة صاحبة الغشاء لضمان إنها ستنجب؟؟
إنه غشاء لا قيمة له هذه الأيام إطلاقا
وللمزيد عن القبائل البدائية راجع الجزء الاول من قصة حضارة، لويل ديورانت
ويمكن مراجعة مقال دكتور وسيم السيسي في صحيفة المصري اليوم، فهو يتناول الغشاء من ناحية طبية و علمية
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=230567&IssueID=1568


مراد حسني

0 comments:

  © Blogger templates Newspaper III by Ourblogtemplates.com 2008

Back to TOP