غزوة فرشوط المباركة....الجزء الثاني
الجزء الأول من هذا المقال
قبل أن نبدأ في تحليل السياسة وراء ما يحدث للأقباط من إضطهاد، نرجو قراءة مقال الفزاعة عن العلاقة بين الحزب الوطني و الإخوان أو التيارات الإسلامية في مصر
ما دور الحكومة في إضطهاد الأقباط كأقلية عقائدية في مصر؟؟
كلما حدث تجمع إسلامي لغزو الأقباط و ممتلكاتهم و إهانتهم كما حدث مؤخرا في فرشوط فإن الحكومة تكرر نفس السيناريو في كل مرة
لا تتدخل الحكومة لفض الإشتباكات و الدفاع عن الأقباط المُحاصرين، ولكنها تنتظر حتى يقوم المسلمون بضرب و إهانة و سرقة الأقباط و تدمير محلاتهم، و أحيانا قتلهم كما رأينا فيما حدث عندما ود المسلمون شقة دعارة، تعمل بها عاهرة مسلمة، و كان نزيلها هذا اليوم شاب مسيحي يُدعى مينا، هجموا على الشقة و ضربوا هذا الشاب المسيحي ستة عشر طعنة، و أصابوه بسنجه في رقبته..
أي أن الحكومة تترك المسلمين ينتقموا و يهينوا و يقتلوا المسيحيين
وبعدما تهدأ الأوضاع، تدخل الحكومة بدور حمامة السلام لتنظم جلسة صلح ما بين الأقباط (اللي طلع دينهم) و بين المعتدين عليهم،، ويكون محتوى جلسة الصلح: أن يقبل الأقباط بالصلح و يتنازلوا عن حقوقهم المهدورة في مقابل تركهم يعيشون في المدينة التي حدثت بها الغزوة
لماذا تأخذ الحكومة هذا الدور؟؟
لا أريد أن يتشدق أحد المنافقين بأن الحكومة لن تستطع وقف الهجوم الإسلامي لأنه شديد، لأن حكومتنا رأيناها مرات عديدة تخمد مظاهرات سياسية في قلب القاهرة، أو في المحلة
في غضون ساعات قليلة تسيطر الحكومة على الوضع تماما، أي أنها تمتلك القدرة على ردع أي تجمع و تظاهر، وبالتالي فهي قادرة على صد الظلم عن المسيحيين، ولكنها لا تفعل لعدة أسباب هي:
أولاً: عند حدوث مثل هذه الأوضاع، فإن الحقوقيين و المعارضة ستنشغل بها للدفاع عن حق الأقباط المهدور، و عليه فإن الحكومة في هذه الأثناء يمكنها تمرير ما تريد تمريره بدون ملاحظة، و على سبيل المثال، وسط هوجة أحداث مصر و الجزائر، هرب هاني سرور المتهم في قضية الدم الفاسد،، ولم ينل هذا الحدث مكانته في الإعلام، ولا في الأوساط الحقوقية، وهذا بالضبط هو ما تريده الحكومة.
وسط تلك الفتن تم تمرير جمال مبارك من شخص يعمل في البيزنس فقط حسب كلمات مبارك إلى داخل الحزب الوطني فى أواخر التسعينات
إذن الحكومة مستفيده تماما من تلك الإنشغالات بالقضايا الشعبية، التي يكون معظمها على جثث الأقباط كأقلية مضطهده.
ثانياً:بعد مراجعتك لمقال الفزاعة ستجد أن النظام الحاكم و الإخوان يعملان في نفس الخط، ولكن هناك بعض التطرفات من الإخوان، فكيف تُسيطر الحكومة على حماس شباب الإخوان المسلمين و غيرهم من التيارات الإسلامية بشكل غير مباشر؟؟
تزايد الحكومة عليهم و تداعب حلمهم القديم بالدولة الإسلامية، و أمثلة على ذلك هي:
عندما بدأت الحكومة في القبض على قيادات الإخوان بإقتراب الإنتخابات، لتدمير أي محاولات منهم للشطط عن القفص الذي فصلته الحكومة، كان شباب الإخوان سيقومون بالتظاهر، فماذا فعلت الحكومة لتهدئتهم؟
تركت الشرطة تقبض على مُفطري رمضان في محافظة أسوان و غيرها،، فإبتلع شباب الإخوان الطُعم و لم يثوروا أو يتظاهروا، لأن أولئك الشباب لا يعلمون أن الحزب الحاكم و مكتب الإرشاد هم كتله واحده، ولا صراع بينهم
ثالثاً: عندما يتعرض الأقباط لإضطهاد صارخ، و بعد أن يأخذ منهم المسلمون ما يريدونه، تظهر الحكومة بدور المُخلص ، المسيح الجديد، لتوهمهم إنها تهتم بشأنهم و تتعاطف معهم، و يبتلع الشعب القبطي الطُعم أيضا من باب: نُص العمى ولا العمى كله، فيرتمي الأقباط في حضن النظام الحاكم.. ولا يعلمون المساكين أن الحكومة وراء تضخم كل تلك الأحداث
والآن: لماذا تسكت الكنيسة المصرية، و تقبل بالصلح كل مرة، ولا تُصعّد الموقف؟
إن الرؤية المسيحية للإخوان المسلمين، رؤية سطحية و غير عميقة، فهي تعتقد أن الإخوان ينافسون للوصول إلى الحكم، و بالطبع الكنيسة لا تطيق تصور مثل هذا الوضع، فتخضع الكنيسة للحزب الوطني بشكل كُلي، لخوفها من الإخوان، فترضى بأي وضع تفرضه عليهم الحكومة،،، فلا تجعلهم يبنون كنائس، ولا تأخذ حقهم من الإضطهادات التي يتعرضون لها، فينظرون للحزب الحاكم أيضا من باب نُص العمى ولا العمى كله
ويظهر هذا من تصريحات البابا شنودة الأخيرة حينما قال إنه مع الحزب الوطني، و سيرشح جمال مُبارك للرئاسة، و كلما حاولت مؤسسات خارجية التدخل لإصلاح الوضع، ترفض الكنيسة هذا التدخل...
إنها منظومة متشابكة، تلعبها الحكومة بحنكه،، فما الحل؟؟
الحل في يد كل من الحقوقيين و الإعلاميين المسلمين المعتدلين، و في يد أقباط الداخل، بتنظيم وقفات إحتجاجية تتضمن مطالبهم مكتوبة بشكل رسمي، أولها تفعيل المواطنة، و ألا تتوقف تلك الإحتجاجات إلا بتنفيذ المطالب المعروضة كلها
والوقفات الإحتجاجية كلها سلمية، لأن العنف سيعطي الحكومة المبررات لرفض كل تلك المطالب
دور كل إعلامي مسلم معتدل أن يتكلم عن المواطنة، و الوحدة في الوطن، و أن تعدد المذاهب قوة و ليس ضعف
المطالبة بالخطاب الديني المعتدل، لأن الشعب المصري يعتمد على الثقافة السماعية و المرئية وتلك الأنواع من الثقافة أسرع في تحريك المواطن من الثقافة المقروءة، فإعتدال الخطاب الديني سيُصلح الكثير، لأننا لو نتذكر أحداث الإسكندرية التي عقبت المسرحية التي عرضها الأقباط، قامت كلها بعد خطبة الجمعة، تم حشد الجموع المسلمة لضرب الأقباط
عندما تقرأ هذه الكلمات، ستضيف عليها أفكارا و حلول أخرى من عندك،، ستساعد في إثراء الموقف القبطي و الفكر القبطي بشكل عام
كلما حدث تجمع إسلامي لغزو الأقباط و ممتلكاتهم و إهانتهم كما حدث مؤخرا في فرشوط فإن الحكومة تكرر نفس السيناريو في كل مرة
لا تتدخل الحكومة لفض الإشتباكات و الدفاع عن الأقباط المُحاصرين، ولكنها تنتظر حتى يقوم المسلمون بضرب و إهانة و سرقة الأقباط و تدمير محلاتهم، و أحيانا قتلهم كما رأينا فيما حدث عندما ود المسلمون شقة دعارة، تعمل بها عاهرة مسلمة، و كان نزيلها هذا اليوم شاب مسيحي يُدعى مينا، هجموا على الشقة و ضربوا هذا الشاب المسيحي ستة عشر طعنة، و أصابوه بسنجه في رقبته..
أي أن الحكومة تترك المسلمين ينتقموا و يهينوا و يقتلوا المسيحيين
وبعدما تهدأ الأوضاع، تدخل الحكومة بدور حمامة السلام لتنظم جلسة صلح ما بين الأقباط (اللي طلع دينهم) و بين المعتدين عليهم،، ويكون محتوى جلسة الصلح: أن يقبل الأقباط بالصلح و يتنازلوا عن حقوقهم المهدورة في مقابل تركهم يعيشون في المدينة التي حدثت بها الغزوة
لماذا تأخذ الحكومة هذا الدور؟؟
لا أريد أن يتشدق أحد المنافقين بأن الحكومة لن تستطع وقف الهجوم الإسلامي لأنه شديد، لأن حكومتنا رأيناها مرات عديدة تخمد مظاهرات سياسية في قلب القاهرة، أو في المحلة
في غضون ساعات قليلة تسيطر الحكومة على الوضع تماما، أي أنها تمتلك القدرة على ردع أي تجمع و تظاهر، وبالتالي فهي قادرة على صد الظلم عن المسيحيين، ولكنها لا تفعل لعدة أسباب هي:
أولاً: عند حدوث مثل هذه الأوضاع، فإن الحقوقيين و المعارضة ستنشغل بها للدفاع عن حق الأقباط المهدور، و عليه فإن الحكومة في هذه الأثناء يمكنها تمرير ما تريد تمريره بدون ملاحظة، و على سبيل المثال، وسط هوجة أحداث مصر و الجزائر، هرب هاني سرور المتهم في قضية الدم الفاسد،، ولم ينل هذا الحدث مكانته في الإعلام، ولا في الأوساط الحقوقية، وهذا بالضبط هو ما تريده الحكومة.
وسط تلك الفتن تم تمرير جمال مبارك من شخص يعمل في البيزنس فقط حسب كلمات مبارك إلى داخل الحزب الوطني فى أواخر التسعينات
إذن الحكومة مستفيده تماما من تلك الإنشغالات بالقضايا الشعبية، التي يكون معظمها على جثث الأقباط كأقلية مضطهده.
ثانياً:بعد مراجعتك لمقال الفزاعة ستجد أن النظام الحاكم و الإخوان يعملان في نفس الخط، ولكن هناك بعض التطرفات من الإخوان، فكيف تُسيطر الحكومة على حماس شباب الإخوان المسلمين و غيرهم من التيارات الإسلامية بشكل غير مباشر؟؟
تزايد الحكومة عليهم و تداعب حلمهم القديم بالدولة الإسلامية، و أمثلة على ذلك هي:
عندما بدأت الحكومة في القبض على قيادات الإخوان بإقتراب الإنتخابات، لتدمير أي محاولات منهم للشطط عن القفص الذي فصلته الحكومة، كان شباب الإخوان سيقومون بالتظاهر، فماذا فعلت الحكومة لتهدئتهم؟
تركت الشرطة تقبض على مُفطري رمضان في محافظة أسوان و غيرها،، فإبتلع شباب الإخوان الطُعم و لم يثوروا أو يتظاهروا، لأن أولئك الشباب لا يعلمون أن الحزب الحاكم و مكتب الإرشاد هم كتله واحده، ولا صراع بينهم
ثالثاً: عندما يتعرض الأقباط لإضطهاد صارخ، و بعد أن يأخذ منهم المسلمون ما يريدونه، تظهر الحكومة بدور المُخلص ، المسيح الجديد، لتوهمهم إنها تهتم بشأنهم و تتعاطف معهم، و يبتلع الشعب القبطي الطُعم أيضا من باب: نُص العمى ولا العمى كله، فيرتمي الأقباط في حضن النظام الحاكم.. ولا يعلمون المساكين أن الحكومة وراء تضخم كل تلك الأحداث
والآن: لماذا تسكت الكنيسة المصرية، و تقبل بالصلح كل مرة، ولا تُصعّد الموقف؟
إن الرؤية المسيحية للإخوان المسلمين، رؤية سطحية و غير عميقة، فهي تعتقد أن الإخوان ينافسون للوصول إلى الحكم، و بالطبع الكنيسة لا تطيق تصور مثل هذا الوضع، فتخضع الكنيسة للحزب الوطني بشكل كُلي، لخوفها من الإخوان، فترضى بأي وضع تفرضه عليهم الحكومة،،، فلا تجعلهم يبنون كنائس، ولا تأخذ حقهم من الإضطهادات التي يتعرضون لها، فينظرون للحزب الحاكم أيضا من باب نُص العمى ولا العمى كله
ويظهر هذا من تصريحات البابا شنودة الأخيرة حينما قال إنه مع الحزب الوطني، و سيرشح جمال مُبارك للرئاسة، و كلما حاولت مؤسسات خارجية التدخل لإصلاح الوضع، ترفض الكنيسة هذا التدخل...
إنها منظومة متشابكة، تلعبها الحكومة بحنكه،، فما الحل؟؟
الحل في يد كل من الحقوقيين و الإعلاميين المسلمين المعتدلين، و في يد أقباط الداخل، بتنظيم وقفات إحتجاجية تتضمن مطالبهم مكتوبة بشكل رسمي، أولها تفعيل المواطنة، و ألا تتوقف تلك الإحتجاجات إلا بتنفيذ المطالب المعروضة كلها
والوقفات الإحتجاجية كلها سلمية، لأن العنف سيعطي الحكومة المبررات لرفض كل تلك المطالب
دور كل إعلامي مسلم معتدل أن يتكلم عن المواطنة، و الوحدة في الوطن، و أن تعدد المذاهب قوة و ليس ضعف
المطالبة بالخطاب الديني المعتدل، لأن الشعب المصري يعتمد على الثقافة السماعية و المرئية وتلك الأنواع من الثقافة أسرع في تحريك المواطن من الثقافة المقروءة، فإعتدال الخطاب الديني سيُصلح الكثير، لأننا لو نتذكر أحداث الإسكندرية التي عقبت المسرحية التي عرضها الأقباط، قامت كلها بعد خطبة الجمعة، تم حشد الجموع المسلمة لضرب الأقباط
عندما تقرأ هذه الكلمات، ستضيف عليها أفكارا و حلول أخرى من عندك،، ستساعد في إثراء الموقف القبطي و الفكر القبطي بشكل عام
مراد حسني
Read more...