Monday, March 1, 2010

كيف يتم التغيير؟


من أين يبدأ التغيير؟
عندما أتكلم عن مصر و بكل أسف فإننا نمتلك وقائع مُغايرة لما رأيناه على مر التاريخ...
عدد سُكان مصر 80 مليون نسمة القادرين على الإدلاء بأصواتهم الإنتخابية 48 مليون
عدد الذين يتقدمون لممارسة حقهم الإنتخابي 8 مليون فقط أي 10 % من الشعب المصري
تلك إحصائية رهيبة و مُفزعة
بعد إستئصال المأجورين و المُنتقلين و غيرهم قد يبقى لنا 5 مليون مواطن حقيقي يرغب في المشاركة في الحياة السياسية و تكوين النظام (بغض النظر عن التزوير)
70 مليون مواطن (على الأقل) لا يهمهم الحياة السياسية ولا يبالون بشيء، لا طموحات لديهم، مستسلمون للوضع الراهن و أي وضع كان
50 عاما من التهميش قد رسخت في وجدانهم ووجدان أولادهم اللامبالاه
كيف تتغير مصر إذن؟
هل يمكن تحريك القاعدة الشعبية العريضة(90%) من الشعب أو حتى جزء منهم للقيام بثورة (وهي إحدى طُرق تغيير الدستور المعروفة تاريخياً)
كم عاما ستحتاج فوق الـ 50 عاماً الماضية حتى تعيد لهم الحماس و الوعي السياسي ليكون لهم موقف إنتخابي أو ثوري؟
في أحسن الاحوال قد تحتاج 200 – 250 عاماً (أقولها و أنا أحاول أن أتسم بالتفاؤل)
أي أن الذين يسعون إلى التغيير (10%) من الدولة، والبقية يُحاولون التكيف مع أي وضع سياسي قائم، لا يتدخلون ولا يشاركون
والحل ليس في الثورة، بل في السعي إلى تغيير النظام القائم و تغيير السياسات بما يرتبط بها من تغيير نظم إجتماعية و إقتصادية و ثقافية
وتبعا لما تعلمناه من التطوّر و التكيّف فإن تغيير الظروف المحيطة بالـ 70 مليون مواطن سيؤدي إلى تغييرهم في فترة أقل من 50 سنة
لذا فإن مصر حالة عكس ما تعلمناه في التاريخ
مصر لن يأتي تغييرها من توعية الشعب و قيامه بثورة للتعديل و التغيير
بل تغيير مصر يكون بوضع ظروف محيطة بالشعب تقوم بتغييره
إنها مسألة الشخصية المصرية، و فشل بعض الأوضاع التاريخية و النظريات السياسية لتطبيقها لدينا.
لذا فرؤيتي الشخصية لتغيير مصر هي عمل الـ 5 مليون المشاركين في السياسة على تغيير الظروف السياسية لما يرتبط بها من ظروف أخرى
وهو ما يخلق مناخ يقوم بتغيير بقية الشعب المصري بالتبعية لعدم رغبتهم في المشاركة في أي شيء، بل هم يعيشون و يتكيفون على أي وضع متواجد بلا رأي ولا تدخل
رؤية صعبة و مُحزنة، و لكني أعتقد إنها واقعية


مراد حسني

1 comments:

Unknown June 7, 2010 at 4:03 AM  

صدقنى الرئيس المصرى الحالى
محمد حسنى مبارك
ليس شيطان
و لن يكون من سيخلفه - من الذين تتمنى ان يصبحوا الرئيس القادم - ملاك كما تعتقد

قد يلوم الكثيرين مبارك على دكتاتوريته
لكنى أرى ان الديموقراطية هى نسبية
فأنظر لأيام السادات ، عندما نشر الديموقراطية الغربية فى مصر ظهر التطرف الدينى ... لذلك أرى الديموقراطية هى ثقافة تمارس عندما تفهم فقط لأنها أذا كانت مبهمة فستكون مثل الطفل الصغير الذى يلعب برشاش إلي

أنا أعتقد ان الحل يبدأ من التعليم ... الرئيس قد يظهر اهتمام فعلاً ملموس بالتعليم لكنه غير مهتم بماهية التعليم

فالتعليم فى مصر يقوم على ترهيب التلاميذ بالعصا و العقاب الجسدى حتى يتم تلقنهم معلومات هم لا يريدونها ... فما النتيجة؟ كما ترى أنصاف متعلمين

الحل يكمن فى فتح حوار بين التلميذ و المدرس و البعد تماماً عن العقاب الجسدى ، و التحبيب فى البحث العلمى ، فهذا سينتج أجيال تريد ان تعرف اكثر ليس فقط عن حقوقها و واجبتها بل و عن كل ما يحيط بهم ، مما سيؤدى الى الإزدهار الإقتصادى و الإنسانى

  © Blogger templates Newspaper III by Ourblogtemplates.com 2008

Back to TOP