Thursday, May 28, 2009

الثورة على التابو


أعتقد أن طفرة قوية جدا قد نقلت السينما المصرية في عام 2008، فقد ظهر فيلم إسمه الريس عمر حرب، ربما قد شاهده الكثيرون، و هاجمه أكثر
وربما شاهده البعض بسبب حبهم للممثل أو ما شابه
ولكن هل تابعتم الفكرة المُقدمة في الفيلم؟ و فلسفة الفيلم؟
إن النص الحواري في الفيلم، من أروع الحوارات التي شاهدتها في أي فيلم مصري
حان الوقت لنواجه الواقع، بلا تستر خلف المثاليات المطلقة التي لا وجود لها سوى في عالم الآمال و الأحلام و الأوهام
هل الخير ينتصر في الختام دائما؟؟ الإجابة لا
وهذا هو ما قدمه لنا الفيلم، قدم لنا واقع ملموس نعيشة جميعا، الخير لا ينتصر دائما، و ربما تكون هذه المسألة قد أثارت العديدين، و لكنها الحقيقة، فماذا نستفيد إن هربنا من الحقيقة؟
هذا الفيلم يُدرب العقول على كسر حدة التابو أو المقدس في وجداننا
هذا الفيلم وضع صراح بين الخير و الشر، وإنتصر الشر، وهو يمثل الصراع بين الله و الشيطان المقدم لنا في بعض الديانات، وإنتصر الشيطان
ليست حربا واقعية، و لكن الفيلم يكسر حدة المقدس، وفائدته بداية تقبل الفكر الآخر، و تقبل النقد و الإعتراضات بلا تكفير و إرهاب و تعصب
إن أخبرتك بإنك قد حللت هذه المسألة الرياضية بشكل خاطي، فلن تغضب مني، بل ستسألني عن الحل الصحيح، أو ستبدأ في التفكير معي و البحث عن حل
ولكن إن قلت لك إن عقيدتك خاطئة، أو أنا لا أؤمن بها، أو أرى أن فكرة وجود إله هي فكرة قديمة و أنا لا أؤمن بها، فإنك ستكفرني، و تقاطعني و تبتعد عن طريقي
كسر حدة المقدس تجعل المشاهد يتقبل جميع الآراء بلا تعصب ولا غضب
الفيلم به مجموعة من المصطلحات التي كسرت التابو حقا
عندما قال ممثل الشر للبطل إنه قد إصطفاه، وهي كلمة قيلت عن محمد رسول الإسلام، و عن مريم أم المسيح
وقال ممثل الشر للبطل، أن كل ما يريده، بإمكانه أن يحققه عن طريق إيمانه بنفسه فقط
بالإضافة لكسر التابو، فإن الفيلم يقوم بتوجيه الإنسان لنقطة هامة
وهي أننا لا يمكن أن ننتظر التدخل الإلهي دائما و أبدا لكي يحل المشاكل، وينقذنا إقتصاديا و سياسيا و نفسيا و اجتماعيا
دعوة للتوقف عن تلك الكلمات المتهالكة فارغة المعاني التي يتكيء عليها الكسل و التواكل، مثل إن شاء الله، بإذن الله، إن أراد الرب، إن عشنا
أنت الوحيد القادر على تغيير حياتك، أنت الوحيد القادر على تحقيق أهدافك، أنت الوحيد القادر على تحقيق نجاحاتك
أنت القادر على حل مشاكلك، أنت لا تملك سوى عقلك لتعتمد عليه، حتى لو إعتبرت عقلك قاصرا، فواجه الحقيقة المجرده
إنك لا تملك غير عقلك، وتعتمد عليه طوال حياتك، فلا تضعه جانبا، حتى لو كان عقلك يخطيء في بعض الأحيان، فحينما تتخذ قرارك، تتحمل مسئوليته، وقد تكون النتائج سارة، أو مُخزية،، في النهاية إنها حياتك و أنت من تصنعها فقط.
عندما ترفع يديك إلي السماء متضرعا إلى الله بالعون
قد ينتهي الموقف نهاية جميلة، أو نهاية حزينة، و في الحالتين ستعتبرها إستجابة من السماء، فإن كانت جيدة سيكون الله يكافئك، و إن كانت سيئة فإن الله حينها يكون معاقبا لك
ولكن لو نظرت للأمر بعين النقد، ستجد أن أي موقف تكون فيه، لابد أن تكون نهايته واحده من إثنتين
إما نهاية جيدة، أو نهاية مُحزنة، حتى لو لم تصلي و تدعو الله
إدع الله كما شئت، و لكن لا تعلق عليه شماعة نجاحك أو فشلك
فإنك لو لم تدعه، ستجد أن حياتك تسير على نفس المنهج الطبيعي لها
لا تتخازل إن لم تنل ما تريد، فهو ليس عقابا من الله أو ما شابه، بل أنت فقط لم تُوفق، و عليك أن تبدأ المحاولة من جديد
لا أخذ ما يحدث لك على إنه يحدث بشكل شخصي لك من قبل الإله، بل خذه بشكل طبيعي و عشوائي، قد يحدث لأي إنسان غيرك

إستيقظ و عش، و تقدم و إنتج ولا تتمسك بأفكار قد تصيبك بالإحباط، و تحط من شأن قدراتك العقلية و الفكرية
أنت محور حياتك، ولا شيء آخرأنت تملك عقلا، فإعتمد عليه دائما، حتى لو خذلك أحيانا، فهو صديق قد جربناه كثيرا و نجح في الإختبار، حتى لو كان قاصرا، فأنت لا تملك غيره
مراد

0 comments:

  © Blogger templates Newspaper III by Ourblogtemplates.com 2008

Back to TOP