Thursday, May 28, 2009

التمرد على القدر


هل سمعتم أغنية فيلم الريس عمر حرب، التي غناها المطرب محمد رحيم؟ عنوانها أحلم بإيه و يمكنك تحميلها بالضغط هنا
الأغنية تحمل فكرة أكثر من رائعة لم نتعود عليها في أغانينا المصرية، فهي تناقش مسألة القدر و المصير و هل الإنسان مُخير أم مسير
كلمات الأغنية تتمرد على فكرة التسيير، و على فكرة القدر، وهو شيء ممتاز جدا
ربما هذه الكلمات تثير البعض أو تستفز البعض الآخر، و لكن في النهاية جميع هذه الطفرات الفنية، تساعد بشكل غير مباشر في تطوير السلوك الحواري بين الأفراد
فعندما تسمع في أغنية إعتراضات على وضع معين،و إبداء الإعتراض على شيء في الدين، أو قرار إلهي، ستصبح بعد فترة معتادا على مثل هذه الأسئلة
ولا تقوم بتكفير كل من يعترض على شيء في الدين، أو شيء في منظومة الإله ككل
نحن لا ندعو لأي فكر، و لكن ندعو لتقبل الفكر
ها هي كلمات الأغنية:

أحلم بإيه؟ أحلم بإيه؟ أحلم بإيه؟
وأنا كل حاجة إخترتها مترتبالي
وأنا كل سكة مشيتها كانت مرسومالي
حتى ساعات الفرح و الأحزان في عمري
من قبل ما آجي الدنيا كانت محسوبالي
وأنا ليلي بيخاف النهار
ورسمت جنة لقيتها نار
ويخيروني،،،أتوه و أضيع و أغرق في محنة الإختيار
عشت الحياه بنده عليك، ولا جيت في مرة ندهتني
ورميت حياتي أنا بين إيديك، و بأحلى وهم خدعتني
إزاي أكون حر و سجين؟
وباخون و أنا مخلص أمين
وجريت في قلب الخوف سنين، مهزوم و باحلم بإنتصار

واضح أن الكلمات تعترض على فكرة أن الإنسان مُسير، و ما يظهر داخل الإنسان من خوف بسبب هذه المسألة، فهل الخطأ الذي أفعله مكتوب من قبل أن أقوم به؟؟
رسم لنفسه جنة في الحياة، و إكتشف إنها نار
ينده على الإله، ولا يجيبه
ألقي بحياته بين يدي الإله، فضاع تماما، إكتشف إنها مسألة وهم
كيف يكون حر في حياته؟ وهو سجين بين ما كُتب عليه قبل ميلاده؟
ربما يفهمها غيري بشكل آخر
ولكن في النهاية، كلها كلمات تفتح ثقب صغير في جدار التعصب و تكفير السائل، لتخترق ذهن المستمع، فيتغير شيئا فشيئا بشكل غير مباشر، ولا يكفر معتقد غيره المخالف له
وتذكر دائما، من تراه كافرا و مشرك و خارج عن الدين
هو أيضا يراك كافرا و مشرك و هالك و خارج عن الدين
فلماذا الصراع يا عزيزي؟؟ الحياة ليست طويلة لنقضيها في صراعات و كره و غضب


مراد

1 comments:

Anonymous,  November 7, 2011 at 11:41 AM  

مؤلف الكلمات مشاعره راقية جدا ويعرف كل كلمة يقولها. لقد أبكانى المقطع البادىء فى الدقيقة 1:52 فورا.

  © Blogger templates Newspaper III by Ourblogtemplates.com 2008

Back to TOP