Friday, July 10, 2009

ما رأيك في إقامة حزب سياسي للإخوان؟؟


من الصعب أن يقتنع الرأي العام المصري بخطأ ممارسات التيار السياسي الديني المتطرف، طالما ظلت الممارسة الديمقراطية في مصر على ما هي عليه الآن.
فإن الديمقراطية في مصر لا تسمح لكل الراغبين في ممارسة السياسة أن يكون لهم دور و حزب و منابر إعلامية، بل إن الرأي العام يتعاطف معهم أحيانا، و يميل إلى تبرير مظاهر العنف في حركتهم، بحجة إنهم لجأوا للأساليب غير الشرعية حين لم يسمح لهم بالعمل السياسي الشرعي، أو بمعنى أكثر تحديدا ووضوحا، حين لم يُسمح لهم بتشكيل أحزابهم السياسية.

لتوضيح القضية، فإن المسألة ليست بالخطر الذي يتصوره البعض، فلن تخرب مصر بمجرد تكوين حزب سياسي إسلامي، و لنناقش هذه المسألة في ثلاثة نقاط

أولا: إن السماح بتكوين أحزاب سياسية إسلامية لن يضيف جديدا إلى الساحة، فالتيار السياسي الإسلامي الذي يقبل بذلك، هو تيار الإخوان المسلمين
وهذا التيار له قواعده وله قيادته، ممثلة في مكتب الإرشاد العام، و له زعيمه ممثلا في مهدي عاكف، مرشد الإخوان. أضف إلى ذلك أن تلك الجماعة لها نوابها في البرلمان، وهم لا يخفون إنتمائهم الواضح و الصريح لهذا التيار.

ثانيا: إن ظهور أحزاب سياسية إسلامية سوف يؤدي من ناحية إلى توقف مزايدة الأحزاب السياسية على الشعارات الدينية، و من ناحية أخرى، سوف يحجم كثيرا من مزايدات أئمة المساجد على الشعارات الدينية، لأنهم سوف يصبحون أنصارا لحزب سياسي في الساحة، منافس لأحزاب أخرى.

ثالثا: سوف تضطر تلك الاحزاب الدينية الجديدة إلى وضع برنامج سياسي، يضعون فيه حلولا لمشاكل المجتمع الحقيقية مثل الإسكان أو الأسعار أو الديون أو غيرها، وفي هذا مجال واسع للخلاف بينهم و الإختلاف عليهم، ليس هذا فقط،، بل إن ذلك سوف يفتح المجال للجميع لإمكانية الحوار معهم و تفنيد آرائهم لأن ساحة النقاش سوف يتم تصحيحها، لأن تصبح ساحة سياسية و ليس ساحة دينية، و سوف يصبح جميع أطراف هذا الحوار، مجموعة من الساعين للحكم، لا للجنة، و المتقربين للشعب، لا لله، و الطامحين للسلطة، لا للشهادة.

حوار حول العلمانية
49-51


مراد

0 comments:

  © Blogger templates Newspaper III by Ourblogtemplates.com 2008

Back to TOP