أرض النفاق

عائدا في المساء من مقهى بمنطقة الهرم، وأشرت لسائق تاكسي، و ركبت معه و انطلق بالسيارة، سألته إن كان يمانع في أن أقوم بالتدخين؟ و أجاب إنه لا يمانع.
أشعلت سيجارتي،، و بدأت أدخنها
السائق ملتحي، و يضع مصحفا على التابلوه
أثنى عليّ قليلا بسبب سؤالي قبل أن أشعل السيجارة، ثم قال:
أنا أيضا أدخن، و لكنني أضع علبة السجائر في جيبي
وأخرج من جيبه علبه سجائره، و أراني إياها، ثم أردف قائلا:
لكنني أصبحت لا أضعها على التابلوه، منذ أن أطلقت لحيتي، فلا يصح أن أكون ملتحي و أدخن أمام الناس.

ضحكت في داخلي من النفاق.
فهذا الإنسان أطلق لحيته، و بسبب إطلاق لحيته، يعتبر أن التدخين لا يصح أمام الناس في وجود لحيته، و لكن في الخفاء يصح أن يدخن
لقد أصبح خوفه من الناس و نقد الناس فقط، و لماذا؟؟ بسبب لحيته التي أطلقها
لحيته تلك التي تجعله يشعر بالمسئولية فقط أمام الناس، و لكن ليس في الخفاء، أضحكني لإنه يمتلك شخصيتين
شخصيه ملتحيه أمام الناس، و شخصية أخرى في الخفاء، و بالطبع هناك ذلك الصراع السرمدي بين كل شخصية من الشخصيتين.
تدين ظاهري، عبارة عن لحية فقط، و أطلقها حتى يرضي من حوله.
حقيقة، أنا لا احترم مثل هؤلاء المنافقين، و لن أحترمهم
يقومون بإرضاء من؟؟
ولماذا يعيشون في تلك الإزدواجية القاتله؟

هل أنت تمتلك شخصية واحده؟؟ أم إنك لكي تتبع الدين و القطيع أصبحت تمتلك شخصيتين؟
إحترام بشريتنا فوق كل شيء، و قبل كل شيء
ضاعت البشرية، و شخصية الإنسان بسبب عقيدته و الجماعة المحيطة؟؟
لا أدري
فكر قليلا، في تلك الشخصية الأخرى التي تمتلكها غير شخصيتك في المجتمع، و دقق بها
أي الشخصيتين تريحك؟؟
أي الأوضاع تريحك؟؟
تناسى العادات و التقاليد، و نظرة الناس و القطيع المحيط، و فكر في شخصيتك و حريتك و كيانك البشري
لو قمت بتشويه كيانك البشري بسبب المحيط أو عادات و تقاليد و عقائد، فإعلم إنك خرجت من شريحة البشر تماما
تدارك الموقف
عش حياتك

مراد